خاطرة

نقطة .

سرت متحاملة على نفسي، ثم ارتميت على السرير، بمقل ملأى دموع، ولسان ثقيل، وخدر يسري في جسدي مع كل نبضة ..
فقد سار اليوم أو طار بلا إنجازٍ يذكر، مع الكثير من اللهو وجلسات اللغو التي لا طائل من ورائها، ليختتم كل ذلك بخبر جديد عن الحلقة التي تقيد عنق المراكز والتحفيظ، والتي تزداد في كل يومٍ ضيقا ..
فاتجهت إلى فراشي وتشبثت بالوسادة، وسالت دموعي دون انتظار إذن لها بالانطلاق، ورسم خيالي صورة لفتاة مستلقيةٍ على سريرها ..
فخرجت من رأسها نقطة صغيرة، فكرة كانت أو أمر تحمل همه أو مستقبل تخشى نوائبه لا أعلم ..
فلحقتها نقطة أخرى والتحمتا فصنعتا دائرة مفرغة ثم ازدادت النقاط والتحمت فكبرت الحلقة أكثر وأكثر ..
إلى أن غطت سقف الغرفة كغمامة، فبدت الفتاة صغيرة هشة محاصرة ولا مجال لها للهرب ☹
أحسست بها وهي تختنق ولا تستطيع التنفس، فوجدتني أذكرها برحمة الله وكرمه ..
أذكرها أو أذكرني إن صح التعبير.

*************

فقلت لها في حوار ذهنّي، ترددت أصدائه في ردهات عقلي :
الحياة كبيرة جداً يا فتاتي بهمومها وأحزانها، بمشاكلها ومشاغلها، بتقدم خطا الشر حثيثاً وضعف أهل الخير، ولن يجمع شعث نفسك سوى الاعتصام بخالقها، ومدبر أمرها، فكلما رأيت تضخم حجم الهموم تذكري بأن الله أكبر، وكل ما شق على نفسك حال الإسلام وأهله تذكري بأنه أرحم، وكلما شعرتي بقلة حيلتك اتجاه أولى ما تملكين(نفسك) تذكري أن الله هو من خلقها فهو بها أعلم ..
تصوري يا فتاتي حال الحياة إن كنت تحت حماية أحد أكبر ملوكها .. فعشتي في ذلك أسبوعاً أو شهراً أو دهراً، ثم قُبض، فاستنجدت بآخر فعشتي معه مثل ذلك ثم قُبض ..
فمن لك ؟
لا شيء باق صدقيني سوى ملكهم ومليكم ومالك أمرهم سبحانه ..
فالزمي حماة لتعيشي مطمئنة البال منشرحة الفؤاد .. وكفى به ولياً ونصيرا.

*************
أنهيت حواري فرأيت مسار دموعي قد جف، ونفسي التي كانت تطير شعاعاً قبل دقائق قد هدأت وسكنت، وكأن يداً خفيةً قد ربتت عليها ..
اعتدلت ورحت أبحث عن فتاة كانت ترقد بائسة في الجوار، فلم أجدها ..

نزلت من سريري بهدوء لأكمل يومي بسعادة، وكيف لي أن لا أكون كذلك وأنا عبدة أسير في أرض أعظم ملك 💕

6 رأي حول “نقطة .”

أضف تعليق