28_إذا استطعت أن تكون في أي مكان في العالم الآن، أين ستكون؟ اكتب عن ذلك ومن ستصحب معك؟
سرت بهدوء وحذر إلى أن وصلت للهدف الذي قصدته، بينما وقفت جميلة بجواري تهز قدمها بعصبية،ثم انفجرت فيّ بعد أن سئمت من غرابة أفعالي..
_شهد ممكن تقوليلي إيش في راسك وليش مجرجرتني لبدروم المركز في وسط الحصة..
تقدمت أكثر لزاوية المكان متجاهلة تذمرها فازدادت حدة..
_ترى مو معقول تكتبيلي في الورقة اطلعي بعدي للحمام بخمسة دقايق ويوم اجي معاك تجيبني ه….
قطعت تذمرها بأن أشرت لها أن تهدأ لأن صوت خطوات أحدهم بدأ يقرع مسامعنا، ثم أزلت قطعة قماش أخفت خلفها مرآة مكسورة ورحت أمسحها في تؤدة فابتسمت بانتصار حين انتهيت ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتي حين رأيت نظرات جميلة النارية من خلفي على انعكاس المرآة ..
فقلت بطريقة حاولت أن تبدو مقنعة :
اسمعي جمول نحنا راح ندخل في المراية > يال الخيبة ما كان ذلك التعبير (قلتها في نفسي)
نظرت لي للحظات ثم ضحكت بتعجب : شهد اشبك؟
جمول اسمعيني بس ترى هذ….
ثم تسمرنا في أماكننا ونحن نسمع المديرة تهدر بصوت غاضب بالتهديد والوعيد لطالبتي النخبة المختفيتين ولم ينقص ذلك الإعلان سوى تشغيل صفارات الإنذار ونشر صورنا على الحوائط ووضع جائزة مادية لمن يأتي بنا ونحن على قيد الحياة 😒..
وكان ذلك كفيلاً بجعلنا نقتحم الفكرة وإن كانت غريبة، وقد كنت الأسبق في الدخول ثم تبعتني هي دون تفكير..
كان الإنتقال سهلاً سلساً، ثم وقفنا ننظر لشكل المكان بالجانب الآخر وقد بدا مماثلاً لواقعنا تماماً ..
وقد أثار ذلك دهشة جميلة وحنقها في ذات الوقت فراحت تضحك بعصبية
_يعني دخلنا وسوينا سالفة وفي النهاية نفس المكان !
أما أنا فبقيت صامتة أتأمل ما حولي وذهني مغمور في الأفكار والخواطر.. ولكن ذلك الهدوء لم يدم كثير إذ أننا سمعنا وقع أقدامٍ فأجفلنا.. فكَشَفَت الخطوات عن صاحبها حين برزت تسريحة المديرة وقصة شعرها المعهودة، حينها همست لجميلة أننا هالكون لامحالة إلا أن يتغمدنا الله برحمته.. وما إن أنهت السلم واستوت على الأرض حتى وقفت تجوب الأرض بعينيها..
_إنتم هنا >خرج صوتها هادئاً ودوداً، ثم ابتسمت قائلة الله يهديكم يا بنات والله صاحباتكم وأستاذتكم قلقو عليكم مرة اطلعو الله يصلح حالكم..
تبادلنا النظرات فهزت جميلة كتفيها بأنها لا تفهم..
ثم رحنا نرقى عتبات السلم بهدوء فملت عليها وأنا أبتسم بخبث : أتوقعت كل شي ينعكس هنا، بس مو لذي الدرجة
جميلة : إيش قصدك؟ لم أجب بل شهقت هي بعد ثوانٍ..
آآهه يعني هنا كل شي معاكس لواقعنا فأومأت لها بالإيجاب..
فجمعت يديها بحركة طفولية :خلاص أجل بعيش هنا
ضحكت حتى دمعت عيناي : هذا وإنت لسى في البداية ما شفتي شي..
_شي زي إيش؟
_زي إنك إنت نفسك تتغيري..
تأففت جميلة من كل تلك الألغاز وتقدمتني بضجر لتدخل الفصل ..
جلسنا هناك فأشارت لنا المعلمة بأن نبدأ بالسرد الثنائي وسط دوي تلاوة رفيقاتنا ..
وبالرغم من الإرهاق والتأخير رفعت جميلة سبابتها قائلة : أبلة خلصنا
_طيب وأنجزتو تكليف سرد النساء بدون تنبيه، هززنا رؤوسنا بأن قد فعلنا
_ما شاء الله متفوقات كالعادة وتستحقو النقاط، ثم حملت الملصق في يدها ووقفت تنظر لأعمدتنا المملوءة بالنقاط وهي تبحث عن موضع لتضيف فيه ما بيدها.. هنا نظرت لي جميلة فسألت وكأنها تجرب حالنا الجديد :شهد متى نمتي أمس؟
_على ١١ ونص
_أوف اتأخري والله أنا من ٩ ونص وأنا على السرير
_فعلاً وأحس دحين إني مرهقة وماني عارفة أركز
ثم سألتها بدوري!
_طيب أتدربتي أمس على مخارجك الغلط؟
_أووه أتدربت وحفظت وراجعت ونظفت البيت وطلعت بعدها كافي مع أهلي ..
ابتسمت في رضا، فقد كان يومي مشابهاً لها بل وزدت بأن أعددت طبقاً خاصاً في الغداء لعائلتي..ثم أطرقت فدخلت في سِنَة؛ بسبب نومي في الحادية عشرة مساءاً ..
شعرت بهزت خفيفة أفقت عقبها! فنظرت للموجودات وأنا أحاول إدراكها ثم انتبهت ليد جميلة وهي تناولني رسالة ما، وذلك على أسلوب التواصل بيننا في الفصل..
تناولت الورقة وقرأت – ما شاء الله وصلتي مرحلة إنك تنامي وقت التسميع متى نمتي أمس، أنا نمت على ٤ وياليته على تسميع ومراجعة زي الناس –
قرأت الكلام عدة مرات ولم أفق تماماً إلا على صوت معلمتي وهي تسأل بنبرة من علم الإجابة :شهد إيش أخبار المراجعة..
رفعت كتفي بأني لا أجد ما أقوله ثم توسدت يدي على أمل أن أعود إلى حلمي الجميل من جديد
نُشر بواسطة زعترة برية 🌱
هنا تجدونني أبوح ببعض ما جال في خاطري أتقافز بين السطور بحرية .. هاربة من قيود الواقع ✍🏻
عرض كل المقالات حسبزعترة برية 🌱
توجع 😭😭💔
إعجابLiked by 1 person
يارب تصلح حالنا يارب 😞
إعجابLiked by 1 person