خاطرة

أم الدنيا ❤️

15_أكتب قائمة تحتوي على عشرة قرارات لنفسك

1_ أن لا ألتحق بدورة مراجعة إلا إذا كان بين جنَباتها معلمةٌ *مصرية* الجنسية.. 💗😁🏃🏻‍♀️

لا تستغرب يا صديقي هذا القرار ولا تستغرب ذلك التخصيص..

فالمسألة هنا متعلقة بالذكرى الجميلة والرابطة المتأصلة في الجذور..

دعني أحكي لك القصة من البداية..

وذلك حين أراد والدايّ تعزيز علاقة أطفالهم بالقراءة..

فقدّموا لنا المغامرين الخمسة كنموذج صغير للتشويق والإثارة لنصعد بعدها في هرم القصص للمغامرين الثلاثة فرجل المهام الصعبة وماوراء الطبيعة وغيرها من سلاسل *الجيب* خفيفة الحِمل قليلة الصفحات..

فسقى ذلك في أنفسنا حب الرواية والانتماء لمؤلفيها وحب أرض الكنانة *مصر*، والتي كنا نجوب بتلك الكتيبات أجزاء منها، فترانا نسير في الدقي ونتجول في طنطا ومن ثم نتمشى على شواطئ الاسكندرية بمعاطف ثقيلة لنتّقي بها برد الشتاء .

بل وكنا نحضر بعض المناسبات الخاصة كشم النسيم وغيرها 🤓❤️❤️❤️

ومن جانبٍ آخر كان لقناة المجد الفضائية، دورٌ في زيادة تلك العلاقة، فقد أنشأت حال تأسيسها فرعاً بل وتداً في أرض الفنون، فانطلقت شارة ألو ياسمين كأول برنامج مصري محافظ للأطفال ثم تبعتها سلسلة من الأناشيد والبرامج والفوازير والتي جمّلت مصرَ في أعيننا أكثر فكنا نرى الجانب المكافح المضيء الذي يسعى رغم كل العوائق للإتقان ونقل القيم..

وكبرنا وكبر ذلك الفرع معنا فانتقلنا من البرامج والفوازير إلى المسلسلات المحافظة والتي كانت ولا تزال مصدراً لاجتماعنا وضحكاتنا وحماسنا ✨

ثم ازداد الأمر بهاءً وواقعية حين التحقت بمدرستي المتوسطة، فتعرفت فيها على رفيقة رقيقة تدعى *منّة سالم* والتي احتلت في قلبي مكانة خاصة بنبل سلوكها وطيبة قلبها، فكانت حسنة الاستماع شديدة الذكاء لطيفة المعشر سريعة البديهة تجيد إدارة الأحاديث الباسمة وإن كان صفوها متكدراً، وأختها نورهان التي لم أكن على صلة وثيقةٍ بها ولكنِ في ذات الوقت كنت شديدة الإعجاب بمشيتها وتصرّفاتها التي تنم عن حرص واجتهادٍ شديدين..

ولكن شاء الله أن تسير ظروفهما بشكل يوجب الرحيل، الرحيل المفاجئ وبلا أسباب معروفة..

وقد كنا في ذلك الحين نفتقد التواصل السلس والأجهزة المحمولة التي تذلله..

ثم يسر الله لنا الاجتماع مجدداً على صفحات الفيس بصدفة جميلة وذكرى حبيبةٍ لا تنسى 💕

فاستمر التواصل البعيد = مصطلح عجيب ولكنه ينطبق تماماً على ما نحن عليه..

فكنت أرى منشوراتهما ولا أتركها إلا وقد أبديت بها الإعجاب أو وضعت لها قلباً يبنض محبة..

جميلتين هما في التعبير وانتقاء المحتوى المفيد والمضحك وحتى في لحظات حزنهما وضجرهما..

كنت أرقب كل ذلك من بعيد وأسعد به 💕

وأسقي به جذور حبي لتلك البلاد..

ثم كبرت ووصلت للمنعطف الأصعب، منعطف الجامعة واختيار التخصص فاخترت الفنون كمسار لي فغرقت بعدها في بحر الدكتورات القادمات من مصر الشقيقة 🤓💔..

فرأيت من منهن ما أخمد الحب بداخلي لتلك البلاد، ولكن كنت متيقنة بأنهن شواذ وليسو قاعدة 😌❤️

ولازلت أذكر أحد النماذج المشرقة، والتي كانت بروفيسورة في التخصص..

وقد كانت تحمل نفس اسم أعنف الدكتورات في القسم، وكأنها تريك الوجه الآخر للعملة..

ولكنها وككل من يحمل قلباً طيباً قررت مغادرة جامعتنا غير آسفة بسبب كثرة الضغوطات وزيادة الاستغلال من الطالبات ومن طاقم التدريس، لازلت أذكر تفاصيل الموقف حين دخلت عليها وهي تحمل حاجيّاتها بعجلة فتكلمتُ بعد تردد :

_دكتورة إيناس

فالتفتت باستغراب

_عايزة إيه يا بنتي.. أنا نزلت الدرجات ف….

_قاطعتها بابتسامة ثم أخرجت مافي جعبتي فصمتت لحظات وهي تنظر إليْ ثم قالت وهي لا تزال عاجزة عن الاستيعاب ..

_إيه ده

_هدية يا دكتورة مو إنت مسافرة

_ ااهه.. جزاك الله خيراً ربنا يكرمك، أصل الدرجات يا بنتي…

_دكتورة أنا ما جبته عشان الدرجات، الدرجات وصلت جزاك الله خير، جبته عشانك..

صمتت ثم شكرتني فرددت بكلمات لا معنى لها، وخرجت وقد تملكني الحرج..

موقف صغير ولكنه عنى لي الكثيير 🥰💕

ثم دخل الاضطراب السياسي في طريق محبتي فزعزعها وأكملت السوشل ميديا الناقص بفتح أبواب من عوالم الإعلام المصري التي كنت أجهلها فزادت الأمر وحشة..

ولكن الوحشة لا تدوم والخير باقٍ في أمة محمد عليه الصلاة والسلام إلى قيام الساعة، فقد شاء الله أن ألتقي بالدكتورة دعاء لتشاركني صفوف الدراسة في التحفيظ..

فكانت الأم والأخت والرفيقة، وقد أتمت في التحفيظ عامين من الكفاح لتترك بعدها حلم الختم بسبب دنو موعد ولادتها.. كانت نبراساً ومثالاً للصعيدية المحترمة الوقور 💕 ونموذجاً مشرفاً للسيدة المناضلة والمحافظة..

فتعلمت من كلامها الكثير وتعلمت من صمتها أكثر 💕

وعقب ذلك بفترة وجيزة التحقت أختي بمعهد المعلمات فجمعتها صدفة جميلة بالأستاذة آسيا عبد الباسط والتي كانت والدتها سيدةً مصريةً ودوداً وقد كانت على علاقة طيبة بوالدتي قبل تركها للبلاد، فاجتمعت القلوب من جديد وأعقب ذلك الفصل الدراسي زيارات وزيارات لقلوب تحفظ الجميل وتجدد العهد به.. فقد كانت الأستاذة آسيا وأختها الكبرى مريم رمزاً للتواضع ولين الجانب وقد اعتبرا والدتي في مقام والدتهما فكانا ينصتان لها إذا تكلمت ويجيبانها إن طلبت، بخلق وأدب رفيعين ❤️..

وبعد ختمي جرت علي ظروف فلم أستطع من خلالها إتمام المراجعة مع رفيقاتي بل بحثت عن مجموعة تراجع بجدول مخفف ليناسب ظروف الفترة فدلتني إحدى رفيقاتي مشكورة على أحدها فدخلته لأُفاجأ بأنها مجموعة بإدارة وأستاذات من أرض الخير ..

وقد وافق اليوم يوم تسميعي الأول فانشرح صدري برقة حديث المعلمة وجمال خلقها وهي تنادي فتقول:

شهد.. أيوة يا جميل.. قلتيلي جزئيتك تبدأ منين يا حببتي ؟

فابتسم للطفها بالرغم من حداثة انضمامي ..

مرت ساعة كاملة وهي تحاول جمع الحلقة والتي كانت مكتظة وتحوي مجموعة متفرقة في السور وكم الحفظ، ولكنها بالرغم من ذلك بقيت ودودة صبورة إلى أن أتمت التسميع..

أغلقت الحلقة وقد غمرت نفسي أنساً ومحبة و!!! …

لحظة ألم أكن بصدد كتابة ١٠ قرارات 😅

أعتذر جداً فقد لامس القرار الأول بعض الأوتار الحساسة بداخلي فاضطرت أن تعزف مقطوعة صغيرة في الحب، ولا تزال جعبتي مليئة به لأن أرض الكنانة ولادة..

أما الآن فعليّ المغادرة لكتابة بقية القرارات ،وأرجو أن لا يسألني أحدهم ماهي..

لماذا!!!

لأن لم أكتبها بعد، حسبت ذلك واضحاً 😅❤️

لقد أطلت فعلاً 🚶🏻‍♀️

على كل حال، تصبحون على خير حال 😴👋🏻

رأيان حول “أم الدنيا ❤️”

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s